د. عبدالله القاسم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
في تجربة جديدة و فريدة من نوعها تم إطلاق كلية العلوم الإنسانية والإدارية ( التعليم العالي عن بعد ) لتكون فضاء للدارسين العرب الطامحين إلى الحصول على أعلى الدرجات الجامعية من جامعات عالمية، دون هجرة فرصتها ضئيلة، ودون مصاريف باهظة، وأيضا بلغتهم الأم ( اللغة العربية)، كان لي الشرف أن أكون رئيسا لقسم العلوم الإدارية في هذه الكلية الواعدة.
جميعنا يعلم أن الإدارة الناجحة هي سبب في تحقيق التنمية في مجتمعاتنا النامية، ولأن الإدارة علم يرتكز على قواعد نظرية مطورة عالميا ومعدلة تطبيقيا لتكون مرنة ومناسبة لظروف وأحوال البيئات المختلفة، لذلك فإنه في متناول أيدينا اليوم أن نتعلم هذا العلم من مقررات عالمية، في نفس الوقت نقوم بتطويعه واستخدامه في بناء وتطوير عمل المؤسسات، والبرامج والمشاريع التابعة لهذه المؤسسات.
هنا تبرز مسؤوليتنا الحضارية كهيئة تدريسية و هيئة إدارية للكلية في رفد المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بالكوادر الإدارية المؤهلة علميا وفق أحدث النظريات الإدارية الحديثة، ضمن معايير جودة التدريس العلمية، ووضع خبراتنا المتراكمة من العمل الإداري ضمن المؤسسات المحلية في خدمة عملية تأهيلية لمدراء وقيادي المستقبل، تأهيلا ملاءما للواقع في المجتمعات النامية عموماً والعربية خصوصاً.
اخترنا أن تكون بدايتنا مع مجالين إداريين تعاني فيهما المؤسسات العربية الكثير من الخلل الإداري وتحتاج للكثير من الكوادر المؤهلة الحاصلة على القواعد النظرية و الخاضعة للتطبيق العملي، لملء الفجوات العديدة في نظمها الإدارية الحالية، و هما القطاع الصحي و القطاع التعليمي من خلال برنامجين (الماجستير في إدارة الرعاية الصحية) و(الماجستير في إدارة المؤسسات التعليمية)
نطمح أن نرفد بأسرع وقت ممكن المؤسسات الصحية والتعليمية العربية عامة والمؤسسات الصحية والتعليمية في الدول التي تعرضت للحروب والأزمات السياسية خاصة ، بكوادر ذات تأهيل علمي وعملي عالي، تستطيع أن تسهم في إعادة إعمار هذين القطاعين الحيويين ووضع المؤسسات في خدمة مجتمعاتنا التي هي محور اهتمامنا.
هذه هي البداية فقط، والمستقبل مع كلية العلوم الإنسانية والإدارية الطموحة يحمل بإذن الله الكثير من الخطوات المتزايدة و المدروسة في المجال الإداري.
والله الموفق لكل خير.